آخر المواضيع

الخميس، 16 أبريل 2015

العلة من قسوة قلوبنا في هذا الزمان؟ الجواب من كلآم سلفنا


بسم الله والصلآة والسلام على رسول الله وبعد فهذه أسئلة سأسوقها  لآبد منها:
1- كيف نعالج هذه الظاهرة المُحزنة والمُدمرة.. على ضوء الكتاب والسنة ؟
2- وكيف نقرأ ونسمع لأخلاق السلف الصالح المنصورون ونخالفها ؟
3- وهل عرف السلف مثل هذه الظواهر الخُلقية السيئة وكيف تعاملوا معها أو كيف عاملوا أصحاب هذه المساوئ ؟
4- ولماذا لا يأثر العلم في إصلاح القلوب عند فئة طلاب العلم خاصة ؟
وليتجلى لنا الإشكال نبدأ ببعض أقوال السلف والعلماء في قسوة القلب:
[ أقوال السلف والعلماء في القسوة
- قال مالك بن دينار: (أربع من علم الشقاوة: قسوة القلب، وجمود العين، وطول الأمل، والحرص على الدنيا).
- وقال سهل بن عبدالله: (كل عقوبة طهارة، إلا عقوبة القلب فإنها قسوة).
- وسئل ذا النون: (ما أساس قسوة القلب للمريد؟ فقال: ببحثه عن علوم رضي نفسه بتعليمها دون استعمالها، والوصول إلى حقائقها).
- وقال عبد الله الداري: (كان أهل العلم بالله والقبول منه يقولون:...إن الشبع يقسي القلب، ويفتر البدن).
- وقال أبو عبد الله الساجي: (الذكر لغير ما يوصل إلى الله قسوة في القلب).
- وقال حذيفة المرعشي: (ما ابتلي أحد بمصيبة، أعظم عليه من قسوة قلبه).
- وقال الأوزاعي: (إنَّ معاني معالي المسائل تحدث قسوةً في القلوب، وغفلةً وإعجابًا).
- قال مالك بن دينار: (ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة قلب، وما غضب الله عزَّ وجلَّ على قوم إلا نزع منهم الرحمة).
- وقال ابن القيم: (ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله.
- خلقت النار لإذابة القلوب القاسية.
- أبعد القلوب من الله القلب القاسي)
] اهـ. -موسوعة الأخلاق>قسم الأخلاق المذمومة-


 وهذه بعض النقولآت الطيبة للإمام بن قيم الجوزية رحمه الله في علآج قسوة القلب:
 قال ابن القيّم رحمه الله:
ما عوقب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله وما خلقت النار
إلا لإذابة القلوب القاسية. فإذا قسا القلب قحطت العين.
وقسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة: الأكل والنوم والكلام والمخالطة.
وكما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب، فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجع فيه المواعظ

ثم قال رحمه الله:
من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته. لأن القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة
عن الله بقدر تعلقها بها. والقلوب آنية الله في أرضه فأحبها إليه أرقها وأصلبها وأصفاها،
شغلوا قلوبهم بالدنيا. ولو شغلوها بالله والدار الآخرة لجالت في معاني كلامه وآياته المشهودة
ورجعت إلى أصحابها بغرائب الحكم من الفوائد, إذا غذي القلب بالتذكر وسقي بالتفكر
ونقي من الفساد رأى العجائب وأُلهم الحِكم.

خراب القلب من الأمن والغفلة وعمارته من الخشية والذكر. لا تدخل محبة الله في
قلب فيه حب الدنيا إلا كما يدخل الجمل في سم الإبرة. وقال: إنما يقطع السفر ويصل
المسافر بلزوم الجادة وسير الليل، فإذا حاد المسافر عن الطريق ونام الليل كله فمتى يصل إلى مقصده
قال ابن القيَّم رحمه الله:
(فائدة جليلة)

وحمل عنه كل ما أهمَّه... وفرّغ قلبه لمحبته.. ولسانه لذكره.. وجوارحه لخدمته وطاعته
وإذا أصبح وأمسى والدنيا همُّه.. حمَّله الله همومها وغمومها وأنكادها.. ووكله إلى نفسه
فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق – ولسانه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعته بخدمتهم
وأشغالهم.. فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره.. كالكير ينفخ بطنه.. ويعصر أضلاعه
في نفع غيره فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بلي بعبودية المخلوق ومحبته..
قال تعالى (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)
وقال رحمه الله:
كيف يَسْلَمُ؟ من له زوجة لا ترحمه.. وولد لا يعذره.. وجار لا يأمنه وصاحب لا ينصحه
وشريك لا ينصفه.. وعدو لا ينام عن معاداته.. ونفس أمَّارة بالسوء.. ودنيا متزينة
وهوى مردٍ..وشهوة غالبة له.. وغضب قاهر وشيطان مزيَّن.. وضعف مستولٍ عليه
فإن تولاه الله وجذبه إليه انقهرت له هذه كلها.. وإن تخلى عنه ووكله إلى نفسه
اجتمعت عليه فكانت الهلكة

وقال: اطلب قلبك في ثلاثة مواطن:
1- عند سماع القرآن.
2- وفي مجالس الذكر.
3- وفي أوقات الخلوة.
فإن لم تجده في هذه المواطن فسَلِ الله أن يمنَّ عليك بقلبٍ فإنه لا قلب لك.


 

0 التعليقات:

إرسال تعليق



 
القالب من تعريب وتطوير فؤاد احمد ابو اسماء :: الحقوق محفوظة ::