«كـُــنـَّا نأتِي زَيْدَ بْنَ صُوْحَانَ ، وَكَانَ يَقُولُ:
«يَا عِبَادَ الله :
أكرمُوا وأجْمِلُوا ؛ فَإِنَّمَا وَسِيلة العِبَادِ إِلَى الله بِخَصْلَتَيْن:
الخَوْفِ، وَالطَّمِعِ».
فَأَتَيْتـُهُ ذَاتَ يَوْمٍ -وَقَدْ كَتَبُوا كِتَابًا، فنـَـسَقـُوا كَلامًا -مِنْ هذا النـَّحْوِ-:
(-إِنَّ الله رَبُّنَا.
-وَمُحَمَّدًا نَبِيُّنَا.
- وَالقُرْآنَ إِمَامُنَا.
- وَمَنْ كَانَ مَعَنَا؛ كـُــنـَّا وَكـُــنـَّا لَهُ.
- وَمَنْ خَالفـَنا؛ كَانَتْ يَدُنا عَليْهِ-وَكـُــنـَّا وَكـُــنـَّا-).
قَالَ: فجَعَلَ يَعْرِضُ الكِتَابَ عَلَيْهِمْ -رَجُلا رَجُلا-، فَيَقولونَ:
«أقرَرْتَ يَا فلانُ؟».
حَتَّى انْتَهَوْا إِلَيَّ ، فَقَالوا:
«أَقْرَرْتَ يَا غُلامُ؟».
قُلْتُ: لا .
قَالَ: «لا تَعْجَلوا عَلَى الغُلامِ.
مَا تَقولُ يَا غُلامُ؟!».
قَالَ: قلتُ: إِنَّ الله قَدْ أَخَذ عَليَّ عَهْدًا فِي كِتَابِهِ؛ فَلَنْ أُحْدِثَ عَهْدًا سِوَى العَهْدِ الذِي أخَذهُ الله -عَزَّ وَجَلَّ- عَليَّ.
قَالَ: فَرَجَعَ القَوْمُ عِنْدَ آخِرِهِمْ ؛ مَا أَقَرَّ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ.
قَالَ: قُلْتُ لِمُطَرِّفٍ: كَمْ كُنْتُمْ؟
قَالَ: زُهَاءَ ثَلاثِينَ رَجُلا».
قال شيخنا:
((ظَاهِرُ أَمرِ هَؤُلاءِ القَومِ -في هَذِهِ الواقِعَةِ- أَنَّهُم اجتَمَعُوا عَلَى حَقّ! واأْتَلَفُوا عَلَى صَوَاب!
إِذ لَيسَ في ظَاهِرِ «مِيثاقِهِم!» -وَبُنودِهِ!- مَا يُخالِفُ الشَّرعَ ! أو يُناقضُ الدينَ !!
وَلَكِنْ ؛ لمَّا كانَ مِثلُ اجتِماعِهِم -هَذا- مُؤَدِّياً -وَلَو بعدَ حِينٍ!- إِلى انفِصالِهم عَن مَجمُوعِ الأُمَّةِ-بِاسْمٍ، أَو رَسٍمٍ!-: جاءَ النَّكِير.. وَوَقَعَ التَّحذِير..
وَانْصاعَ مِنهُم الكَبِير ؛ لأنّ الحَقَّ مع الصَّغِير:
فَفِي الوَقتِ الَّذِي كَانَ فِيهِ (مُطَرِّفٌ) مِن الغِلمان [وهُوَ تابِعِيٌّ ثقَةٌ، روى لهُ الأئِمَّةً الستَّةُ فِي كُتُبِهِم. وأبوهُ: صحابيٌّ -رضيَ الله عنهُ-.انظُر -فِي ترجَمَتِه- «تهذيب الكمال» (28/7) -للحافِظ المِزِّي-]!!
انظُرُوا ماذَا كانَ (زَيْدُ بنُ صُوْحَان):
«كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ العُبَّادِ ،أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم» -كَما وَصَفَهُ الإِمامُ الذَّهَبِيُّ فِي «سير أعلام النبلاء» (3/525)-.
.. وَلاَ كَبِيرَ فِي العِلْمِ إِلاَّ العِلم)). انتهى كلام شيخنا حفظه الله.
فانظروا -رحمكم الله- كيف قضى مُطَرِّفُ ابنُ الشِّخِّير على أول فكرة إنشاءِ حزبٍ في الإسلام؟!
0 التعليقات:
إرسال تعليق