بسم الله والصلآة والسلآم على رسول الله وبعد قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله :
أفعال العباد كلها من طاعات ومعاص كلها مخلوقة لله كما سبق ولكن ذلك ليس حجة
للعاصى على فعل المعصية . وذلك الأدلة كثيرة منها :
1ـ أن الله أضاف عمل العبد إليه وجعله كسبا له فقال (اليوم تجزى كل نفس بما
كسبت ) < غافر: 17 > . ولو لم يكن له اختيار فى الفعل وقدرة عليه مانسب إليه .
2ـ أن الله أمر العبد ونهاه ، ولم يكلفه إلا ما يستطيع ؛ لقوله تعالى : (لا
يكلف الله نفساً إالا وسعها ) <البقرة :286 > . (فاتقو الله ما
استطعتم ) <التغابن :16 > . ولو كان مجبورا على العمل ما كان مستطيعا
على الفعل أو الكف ؛ لأن المجبور لايستطيع التخلص .
3ـ أن كل واحد يعلم الفرق بين العمل الاختيارى ، والإجبارى ، وأن الأول يستطيع التخلص .
4ـ أن العاصى قبل أن يقدم على المعصية لا يدرى ماقدر له ، وهو باستطاعته أن
يفعل أو يترك ، فكيف يسلك الطريق الخطأ ويحتج بالقدر المجهول ؟ أليس من
الأحرى أن يسلك الطريق الصحيح ويقول : هذا ماقدر لى ؟
5ـ أن الله أخبر أنه أرسل الرسل لقطع الحجة : (لئلا يكون للناس على الله
حجة بعد الرسل ) . ولو كان القدر حجة للعاصى لم تنقطع بإرسال الرسل .
من شرح لمعة الاعتقاد
للعلامة ابن عثيمين رحمه الله
0 التعليقات:
إرسال تعليق