آخر المواضيع

الأربعاء، 22 مايو 2013

هل تجوز هذه العبارد التي تكتبت على بعض السَّيَّارات: (يا رِضَا اللهِ، ورِضَى الوالدين)


سُئِلَ فضيلة الشَّيخ صالح آل الشَّيخ -حفظه الله- السُّؤال التَّالي:نرى عبارةً مكتوبةً على بعض السَّيَّارات: (يا رِضَا اللهِ، ورِضَا الوالدَيْن!)
فأجابَ بقوله: (قوله: (يا رِضَا الله ورِضَا الوالدَيْن!): فيها غَلَطٌ مِن جِهتَيْن:
الجهة الأولى: أنَّه نادَى "رِضَا الله "، ومناداةُ صفاتِ اللهِ -جلَّ وعلا- بـ " يا "
النِّداء لا تجوز؛ لأنَّ الصِّفة في هذا المقام غير الذَّات في مقام النِّداء؛ ولهذا: إنَّما يُنادَى اللهُ -جلَّ وعلا- المُتَّصِف بالصِّفات.
وقد نصَّ شيخُ الإسلام ابن تيميَّة -في ردِّه على البكريِّ-، وغيرُهُ مِنْ أهلِ العلم: علَى أنَّ مُناداة الصِّفة مُحرَّمٌ بالإجماع، فإذا كانَتِ
الصِّفةُ هي الكَلِمة (كلمة اللهِ -جلَّ وعلا-)؛ كان كُفْرًا بالإجماع؛ لأنَّ مَن نادى الكَلِمةَ؛ يَعنِي بها عيسَى -عليه السَّلام-؛ فيكون
تأليهًا لغير الله -جلَّ وعلا-. ورِضَا اللهِ -جلَّ وعلا- صفةٌ مِن صفاته، فلا يجوز نداء الصِّفة.

والمؤاخذة الثَّانية
في تلك الكلمة: أنَّه جَعَلَ رِضَا الوالدَيْن مقرونًا برِضَا الله -جلَّ وعلا- بالواو، والأنسب هنا أن يكون العَطفُ بـ" ثُمَّ "، يقول -مثلاً-: أسأل اللهَ رضاه ثمَّ رِضَا الوالدَيْن، وإن كان استعمالُ الواو في مثل هذا
السِّياق لا بأسَ بِهِ؛ لأنَّ اللهَ -جلَّ وعلا-
قال: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ} [لقمان:14]، وقال -جلَّ وعلا-: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}
[الإسراء:23]، ولأنَّ الواو هنا تقتضي تشريكًا في أصل الرِّضَا، وهذا الرِّضَا يُمكن أن يكون مِنَ الوالدَيْن -أيضًا-، فيكون التَّشريك بأصلِ المعنَى لا المرتبة) انتهى الجواب من " كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد "
جزى الله الشيخ ونفع المسلمين بعلمه .


0 التعليقات:

إرسال تعليق



 
القالب من تعريب وتطوير فؤاد احمد ابو اسماء :: الحقوق محفوظة ::