قال بن الجوزي رحمه الله : قد ثبت أن
العقل هو الآلة التي عرف بها الإله وحصل به تصديق الرسل والتزام الشرائع وأنه
المحرض على طلب الفضائل والمخوف من ركوب الرذائل والناظر في المصالح والعواقب فهو
مدبر أمر الدارين ومثله كالضوء في الظلمة فقد يقل عند أقوام فيكون كعين الأعشى
ويزيد فيكون كنور القبس ويكون عند قوم كضوء الشمعة وعند الكاملين كطلوع الشمس على
عين زرقاء اليمامة ولهذا تتفاوت العقلاء في
العلوم والأعمال فينبغي لمن رزق العقل أن لا يخالفه ولا يخلد إلى
ضده وهو الهوى فمتى مال إلى الهوى صير الإمام مأموما وذلك لا يحسن فأما النقل فإن العقل لما
نظر في معجزات الرسل صلوات الله عليهم صدقهم وعلم أنما أتوا بما أتوا به عن الخالق
سبحانه فقولهم معصوم عن خطأ محفوظ عن غلط وإذ قد بان فضل العقل وشرف
النقل لزم القبول منهما
0 التعليقات:
إرسال تعليق