هذا الكتاب عبارة عن شرح وتعليق بن قيم الجوزية على كتاب الإمام أبي إسماعيل الهروي – توفي 481 هـ - المسمَّى " منازل السائرين " ، وهو كتاب في أحوال السلوك وطريق السير إلى الله ، ألفه بعد أن سأله جماعة من أهل " هراة " عن رغبتهم في الوقوف على منازل السائرين إلى الله ، فأجابهم في ذلك ، وجعله مائة مقام مقسومة على عشرة أقسام كل منها يحتوي على عشر مقامات .
أكثر ابن القيم في كتابه من ذكر شيخه ابن تيمية رحمه الله ، مما جعل الكتاب مصدراً مهماً لمعرفة كثير من آراء الشيخ واختياراته العلمية ، بل وسيرة حياته .
وقد امتاز الكتاب – وهذه من أهم مزاياه – بكلام هذا الإمام فيما يتعلق بتهذيب النفوس وأعمال القلوب ، وهو كلام من قد خالطت هذه المعاني الإيمانية سويداء قلبه ، فقام بترجمتها في هذا المؤلَّف ، وكان كلام ابن القيم في هذه الجوانب كلاماً عظيماً قلَّ من يأتي بمثله فضلاً عن أفضل منه ، خاصة وقد عرفنا أنه ألَّفه في أواخر حياته بعد أن رسخت قدمه في العلم .:
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :هل لكم ملحوظات على كتاب " مدارج السالكين " لابن القيم ؟ .
فأجاب : ابن القيم رحمه الله أكبر من أن يكون لي وأمثالي ملاحظات عليه ، وإن كان غير معصوم ، لكن الكتاب - كما تعرف - هو شرح لـ " منازل السائرين " ، وأصل الكتاب المشروح فيه بعض الملاحظات ، ففيه ما يومئ إلى شيء كبير في الدِّين ، وإن كان ابن القيم رحمه الله اعتذر عنه ، وبيَّن أنه بريء مما يتبادر من كلامه .
وما من إنسان إلا ويؤخذ من قوله ويُترك ، وأنا ما قرأت الكتاب من أوله إلى آخره ، لكن أقرأ بعض المواضع منه ؛ لأن بعض المواضع لا يمكن أن تجدها في كتاب ، وبعض الهفوات لا أحد يسلم منها . إنتهى كلآمه رحمه الله.
قام بشرحه فضيلة الشيخ محمد سيد حاج حفظه الله – من جامعة انصار السنة المحمدية بالسودان جزاه الله خيرا ونفعنا بعلمه
تم بحمد الله وجزى الله مشايخنا من أهل السنة في السودان
0 التعليقات:
إرسال تعليق