قال الوؤلف حفظه الله: منهج أهل الحديث في الرد على المتكلمين ، و نعني به طريقة المحدثين و مسلكهم في النظر و الاستدلال ، والجدل و المناظرة ، قصد الكشف عنه و التعرّف علي أسسه و تطبيقاته . و أعني بمصطلح أهل الحديث : علماء أهل السنة الذين تخصصوا في علم الحديث و الآثار ، و ألحقتُ بهم كل من كان على منهاجهم و أصولهم ، من الفقهاء و الأدباء و المتكلمين والوعاظ ،و غيرهم من طوائف علماء أهل السنة . و قصدتُ –في الغالب- بمصطلح المتكلمين : المعتزلة و الجهمية والقدرية ، لأنهم هم الذين كانوا أكثر الطوائف تعاطيا للكلام في القرن الثاني و الثالث و النصف الأول من القرن الرابع الهجري، زمن أئمة أهل السنة المجتهدين من المحدثين و الفقهاء ، و قد اجتهدت لذكر أقوالهم و مواقفهم و ردودهم قدر المستطاع ، و هي نماذج من باب التمثيل لا الحصر وحددتُ لبحثي هذا إطارا زمنيا شمل قرنين و نصف قرن من الزمان، ابتداء من القرن الثاني ،و انتهاء بالنصف الأول من القرن الرابع الهجري ، لأُثبت أنه كان لأهل الحديث منهج كلامي قديم ، كان موجودا زمن ظهور المعتزلة و من سار على نهجهم من المتكلمين ، و أنه لم يظهر على أ يدي متكلمة أهل الحديث المتأخرين ( ق: 5ه و ما بعده) كالقاضي أبي يعلى الفراء ،وأبي بكر البيهقي ،و أبي الخطاب الكلوذاني، و أبي الحسن الزاغوني ،و ابن تيمية، وابن قيم الجوزية ، فهؤلاء الأوائل كان لهم منهج كلامي في الرد على المتكلمين من المعتزلة و أمثالهم، له أسسه و تطبيقاته ، ميزهم عن غيرهم من طوائف العلماء .
جزى الله المؤلف خير الجزاء ونفع المسلمين بعلمه .
لتحميل الكتاب فضلا إضغط على الرابط:
سم الله وحمل من هنا
فضلا أنشروه ولا تنسوني من صالح دعائكم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق