سؤال طرح على فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء سؤالا هذا نصه :
أنا طالب بكلية الطب واثناء الدراسة نضطر إلى أن نمسك بعض الجثث ونشرحها بأيدينا
وغالبا ماتكون جثث المسلمين وايضا نضطر إلى أن نحتفض بعظام الموتى في بيوتنا فهل
تشريح هذه الجثث أو لمس هذه العظام يوجب إعادة الوضوء
وما حكم تشريح جثث المسلمين لغرض التعلم الطبي ؟ .
فأجاب : "الله سبحانه وتعالى شرع لبني آدم الدفن أن تدفن جنائزهم بعد موتهم
، قال الله تعالى : (ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ) عبس/21 ، وقال تعالى :
(أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا، أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا) المرسلات/25، 26 أي : تعيشون على ظهرها ، وتدفنون بعد موتكم في بطنها ، قال تعالى- (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) طه/55
فالذي يشرع نحو الميت أن يدفن في قبره ، ولا يتصرف في جثته وأعضائه . وأما بالنسبة لتشريح الجثة لقصد التعليم كما ورد في السؤال ، وكما يقال إنه أصبح الآن ضرورة لتعلم الطب ونفع الأحياء بذلك ، فهذا إن أمكن الاستغناء عنه فإنه لا يجوز بحال من الأحوال ، وإذا لم يمكن وتوقف الأمر عليه فإن جثة المسلم لا يجوز أن تشرح أبداً لأجل الطب ... فالمسلم لا يجوز أن يتلاعب بجثته ، ولا أن تشرح ، بل يجب دفنه واحترامه ، أما بالنسبة لجثة الكافر فقد رخص بعض العلماء المعاصرين بتشريح جثته لأجل الطب والله أعلم . أما لمس الجثة ولمس الميت غير فرجه فهذا لا ينقض الوضوء ، إنما الذي ذكره بعض أهل العلم أنه ينقض الوضوء تغسيل الميت ، وفيه نظر، أما لمس جثته من غير التغسيل فهذا لا ينقض الوضوء " انتهى من "المنتقى من فتاوى الفوزان"(2/44).
جزى الله شيخنا صالح الفوزان ونفعنا بعلمه .
0 التعليقات:
إرسال تعليق