قالَ الشَّيخ العلاَّمة صالح بن سعد السّحيميّ حفظهُ اللهُ تعالىٰ : البعض مِنَ النَّاس ليسَ لهُ مِنَ القُرآن إلَّا التَّرنُّم ؛
ولذٰلك فُتِنَ بعضهم بما يُسمَّىٰ بـ « المقامات » :
مقامات الحجازيَّة ، والمقامات المصريَّة ، والمقامات الفلانيَّة ؛
وإنَّما المقامات معروفة عند أهل الغِناء والألحان أليس كذٰلك ؟!
وقد ألَّفَ بعض السَّلف ، وبعض طلبة العلم في تحريم هٰذه المقامات مُؤلَّفات ، فعلينا أن ننتبه !
هٰذه الَّتي تُسمَّىٰ بـ « المقامات » والَّتي لا تُفرِّق بينه وبين الغناء لا تليق بـ « كتاب » الله جلَّ وعَلا !
لـٰكن يجب أن يكون علىٰ خلاف ألحان المغنِّين والمغنِّيَّات ؛
والماجنين والماجنات ؛ القُرآنُ مُنزَّهٌ عن هٰذا ؛ أمَّا مقام فُلان ، ومقام فُلان ، ومقام فُلان . . ."
واليوم مقامات وغدًا يُطَبِّقونَ عليها الموسيقىٰ !!
ولذٰلك بعض الكُتَّاب والمـُفكِّرين الجهلة ؛ من أصحاب الكُتب الفكريّة الَّتي وقعوا في تكفير المسلمين ؛
وفي نفي أسماء الله وصفاته ؛ و وقعوا أيضًا في الإساءة إلىٰ القُرآن الكريم ؛
فَسمُّوهُ : « مُوسيقىٰ » و « جَرس » و « قِيثارة » ونحو ذٰلك !!
وأحد أتباعه يقول للقُرآن : هٰذا قِيثارةُ السَّماء !
فإن اسْتدلَّ مُستدلٌّ بقولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « أُوتِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُد » (1) لأبي موسىٰ الأشعري
قُلنا لهم : ليس في هٰذا اِسْتدلال ؛ وإنَّما المقصود أنَّهُ أُوتيَ صَوتًا .
ولذٰلك ما نُسمِّي « القُرآن » مزمار .
إنَّما يقصد هُنا من ناحية الصَّوت ، وجمال الصَّوت بـ « القُرآن »
والبعضُ من القُرَّاء الآن أكثرهم مُنْشدون مُغنُّون في الحفلات يَتَرنَّمون بعد أن يعْبَئُوا بطونهم من المآتم ،
من حلوىٰ ، ولحوم وما إلىٰ ذٰلك ، ولا يستطيع التَّنفُّس من كثرة ما حشىٰ به بطنه ؛
ثُمَّ يجلس يلعب بـ « القُرآن » ساعة يُلَحِّن غناء وساعة قُرآن ؛ بدعوىٰ ابتهالات !
الابْتهالات والموشّحات ليست من دين الله في شيء ؛ بل هو لعبٌ بدين الله ؛
الأناشيد الموجودة الآن ؛ لعبٌ بدين الله عَزَّ وَجَلَّ !
لذٰلك الآن في بعض تسجيلاتنا هنا يقول لك : القارئ فُلان ، وأنا أسميه الـمُغَنِّي ؛
الـمُغَنِّي فُلان ؛ لا يجوز أن يُقال له القارئ !!
لأنَّهُ خَرَّبَ القراءة بما يُمارسهُ من غناءٍ باسم : الأناشيد !
ولو سُمِّيَ فُلانًا وعِلَّانًا ؛ ولو كان يُدعىٰ إلىٰ الحفلات الكبيرة ؛ هٰذا ليس دليل !
﴿ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ ﴾ [ الأنعام : 116 ] ،
أنا أعتبر هٰؤلاء : ( مُغنِّين ) ؛ وأتقرَّبُ إلىٰ الله بتسميَّتِهم : ( مُغنِّين ) ! نعم .
فانتبهوا ! لا تغترُّوا بهم ؛ ولذٰلك لو سألت أحدهم عن معنىٰ آية لا يعرفه
لأنَّه حافظ القُرآن تَرَنُّم بس ؛ ولذٰلك خَرَّب هٰذا الحفظ ،
صحيح صوتهُ جميل ، لـٰكنه خَرَّبهُ بـ « الأغاني » الـمُسمَّىٰ بـ « الأناشيد الإسلاميَّة » !
الإسلام مسكين ؛كلّ شيء يُنصب إليه !!
أناشيد إسلاميَّة ، وأغاني إسلاميَّة ، وابْتهالات إسلاميَّة ، وسراويل إسلامية ، وأحذية إسلاميَّة ؛
يا أخي ؛ اتقوا الله من هٰذه التَّسمِّيات !
فَقُل هٰذا اللِّباس وفق السُّنَّة ، وهٰذا خلاف السُّنَّة .
اللِّباس الأصل فيها الإباحة ، ما لم يكن إذا خلا من ثلاثة أمور :
• الأمر الأوَّل : أن يكون تشبُّهًا لكفَّار في ملابسهم الدِّينية .
• والأمر الثَّاني : أن يكون مُحرَّمًا ؛ كالحرير والذَّهب والفضة للرِّجال
• والأمر الثَّالث : أن يكون يُمثِّلُ العورة ؛ أو يكشفها أو يُصوِّرُها .
إذا خلا من ذٰلك فهو مُباح .
ما نقول : سروال إسلامي ، ولا جاكيت إسلامي ، ولا موسيقىٰ إسلامية ، ولا ابتهال إسلامي ؛ انتبهوا !!
هٰذه تسميات لا تجوز ؛ ويجب أن يُستتاب أهل الدَّكاكين ، والمحلات من هٰذه التَّسميات .
إي نعم ؛ فالملابس الأصل فيها الإباحة ، إذا خلت من هٰذه الأمور الثَّلاثة الَّتي أشرتُ إليها .
فليتَّق الله القُرَّاء !
˘ ويُنزِّهوا القُرآن عن قراءته في المآتم .
˘ وليُنزِّهوا القُرآن عن قراءته في الموالد الجاهليَّة ؛ والأعياد الجاهليَّه .
سواءً كان مولد النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -كما يزعمون - ؛ أو غيرها من الموالد .
˘ وليُنزِّهوا القُرآن عن التَّكسُّب به في الرُّقية الاحترافية !
تعرفون معنىٰ الرُّقية الاحترافية ؟
ايش معناها ؟
يعني : الَّذين يتَّخذون الرُّقية مهنة ؛ وحرفة ؛ هٰؤلاء مُجْرمون آذَوْا النَّاس ؛ - واللهِ - آذَوْا النَّاس
ولذٰلك الآن تُوزَّع لهم عُلَب ؛ هٰذه رُقية فُلان ! وجدتها عند بعض العطَّارين هُنا ؛
رُقية فُلان ، و رُقية فُلان ، وهٰذه عجينة رقَّىٰ فيها فُلان ؛ وهٰذا زعفران رقَّىٰ فيه فُلان ،
وهٰذا ماء رقَّىٰ فيه فُلان ، وهٰذا عطر بورد رقَّىٰ فيه فُلان ؛ هٰذا دَجَل ؛ دَجَل !!
لعب بكتاب الله عَزَّ وَجَلَّ !!
وتجارةٌ خاسرة !!
أيُّها القُرَّاء !
تجارةٌ خاسرة !
تلعبون بكتاب الله عَزَّ وَجَلَّ ؛ وتبيعون قراءاتكم ؛ تنفثون في العجين ، وفي الزَّعفران ، وفي الماء ،
وفي الملح ؛ والزّيوت ؛ وتبيعون على المسلمين .
أنا لا أمنعك من الرُّقية ، لـٰكن لا تتَّخذها مهنة ؛
فإنَّ ذٰلك ليس من هدي النُّبوَّة ؛ بل هو من هدي أكلة أموال النَّاس بالباطل !!
فإذا طلب منك أخوك أن ترقيه ، فارقه ، أو رأيت من يحتاج للرُّقية فارقه مجانًا لوجه الله ،
فإن أهدىٰ إليك شيئاً دون شروطٍ لا بأس أن تقبل الهدية .
أمَّا أن تجعل لك عيادة ؛ تجعل لك واحد مفتول الذِّراعين يُنظِّم النَّاس ؛
وتجعل لك ميكروفون تقرأ قراءة جماعية ؛
وكل واحد يضع في جيب المفتول هٰذا خمسمئة ريــال ، ولا ألف ريـــال ؛ وأنت تمرُّ عليهم أُفّ فـ فـ !!
هٰذا (. . .) خزَّان ماء ؛ تعبئ وتبيع الجالون بسبعين ريــال ؛ ولا سبعين درهم .
لا يا عبد الله !
اتَّق الله ؛ - واللهِ - ليست قراءة ؛ وليست مقبولة ؛ ولا قيمة لها !!
ولا تستشفِ بها ؛ بل هٰذا من التَّعاون على الإثم والعُدوان ؛ ومن التَّلاعب بكتاب الله عَزَّ وَجَلَّ ؛
فانْتبه ! اتَّقوا الله أيُّها القُرَّاء ؛ اتَّقوا الله !!. نعم .اهـ.
0 التعليقات:
إرسال تعليق